الأحد، 2 فبراير 2014

لمحات من منتدى التنافسية

المنتدى بدون شك من أهم الأحداث التي تشهدها المملكة وقد دونت بعض اللمحات والأرقام التي شدت انتباهي من سياق مشاركة الضيوف.
وزير الاقتصاد والتخطيط استهل حديثه بالتذكير أن اقتصاد المملكة تضاعف ثلاث مرات خلال عشر السنوات الماضية وأنه خلال آخر 25 سنة لم يسجل أي نمو سلبي سوى في عام واحد. وأكد أن نسبة الدين العام للناتج المحلي هي 2.7% فقط، وأشاد بما تشهده المملكة من استثمار في البنية التحتية حيث قدر قيمة المشاريع تحت التنفيذ بأكثر من 2 تريليون ريال.
الوزير كان سعيدا بأداء الاقتصاد غير النفطي حيث بلغ 200 مليار عام 2013 مقارنة بمجرد 32 مليار عام 2001
من المشاركين السيد/ دونج سانج، عضو المجلس الرئاسي للتنافسية في كوريا والذي أكد أن على الشباب السعودي الذهاب خارجاً للعمل لاكتساب الخبرات وليس للدراسة فقط، حيث أن السعودية تنافس حالياً لاستفادتها من رخص العمالة وليس لإبداع منتجاتها.
فادي غندور مؤسس أراميكس ذكر بأن هناك تحسن في بيئة الأعمال ولكن مازالت هناك تحديات ولكنها على المستوى العالمي وليست حكراً على السعودية ولكن المؤسف أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تخلق  60% من الوظائف ولكنها لا تحصل إلا على 4% من حجم تمويل البنوك. وزاد على ذلك الدكتور توني رافن وقال يجب فتح المجال أمام المبدعين الأجانب فأكثر من 50% من رواد الأعمال في سيلكون فالي بأمريكا هم هنود وصينيون.
أما رئيس جامعة كاوست التي بلغ عدد طلابها 740 طالبا فقال أن مشكلة الجامعات تركيزها على تعليم الطلاب بدء المشاريع وبدون التركيز على النمو والتوسع.
جوجل التي يبحث الناس في محركها 88 مليار مرة في الشهر، كانت لها مشاركة قيمة حيث شرحت عن أدواتها الخاصة بدعم المشاريع الصغيرة من أهمها Adwords وأكدت أن التقنية هي التحدي الأول في عالم الأعمال  وأن 53% من الموظفين اليوم يستخدمون الأجهزة الذكية لإنجاز أعمالهم، وأن الوقت الذي نقضيه على الجوال أصبح أكثر من الوقت الذي نقضيه على الكمبيوترات الشخصية.
تويتر التي اعتبرت نفسها منصة للتعبير والاستكشاف والتواصل، ذكرت أن الاستماع المستمر للمستخدمين لتطوير البرنامج هو سر نجاحها في عالم يوجد به 2.5 مليار شخص متصل بالانترنت. تويتر أكدت أن الحسابات الأكثر متابعة في السعودية هي لشخصيات دينية وهو ما يثبت أن تويتر انعكاس لأي مجتمع.

المنتدى كان به المزيد ولكن هذه مجرد مقتطفات من متابع محب للغة الأرقام التي لا تكذب.


بقلمفارس هاني التركي
*كاتب اقتصادي


رابط المقال في صحيفة مكة:

السبت، 25 يناير 2014

بيع الأحلام



لن أناقش في هذا المقال حقيقة من يبيع لنا الأحلام والوهم ولكن أريد تسليط الضوء على من يبيع أحلامه بنفسه ويتخلى عنها أمام أول عائق يواجهه أو مبلغ ضخم يحصل عليه.
أعتقد في هذه الأيام لن أستطيع إيجاد مثال أفضل من الشاب "إيفان سيجيل" ذو ال 23 عاماً مخترع ومصمم برنامج Snapchat 
البرنامج هو أحد أشهر البرامج على الإطلاق الآن في مواقع التواصل الاجتماعي وأكثرها تحميلاً خاصة بين الفئة العمرية  13-25 عام.

فكرة البرنامج أبسط من البسيطة وهي تبادل الصور بين المشتركين لثواني معينة فقط وتلغى بعد ذلك ولا يسمح بحفظها. طبعاً ذلك آضفى نوعا من الحماس والتركيز الشديد عند استلام الصورة من صديقك حيث أنك تعلم أنك سوف تشاهدها لثوان معدودة ولن تتمكن من مشاهدتها مرة أخرى.

مع نجاح البرنامج والإقبال الشديد عليه قامت شركة فيسبوك في 14-11-2013 بتقديم عرض لشراء Snapchat بمبلغ 3$ مليار دولار، ولكن إيفان رفض العرض وفي اليوم التالي تقدمت شركة جوجل بتقديم عرض أعلى بلغ 4$ مليار دولار وأيضاً عاد إيفان بالرفض!

العرض لشراء البرنامج بهذا المبلغ كان صاعقة ورفض العرض كان صاعقة أكبر، والعديد من الخبراء وغير الخبراء كان يتساءل، ماذا يريد شاب في ال 23 من عمره؟
بالنسبة لي الشاب ببساطة لم يرد أن يبيع حلمه .. أراد أن يعيش الحلم واقعاً يستمتع به .. أراد أن يخوض التجربة بنفسه.

بالتأكيد المخاطرة برفض 4$ مليار قرار جريء جداً خاصة في عالم التقنية المتقلب وسريع التغيير، ولكن إذا باع كل شاب مشروعه الجديد والواعد لإحدى الشركات الكبيرة فسوف تستمر سيطرة هذه الشركات العملاقة للأبد.

أهم درسين تعلمتها من إيفان هي أن النجاح قد يأتي من أبسط الأفكار وأسهلها ولا يشترط لها الذكاء الخارق أو الاختراع العظيم، ففكرة البرنامج كانت في الأصل لمشروع قدمه في أحد المواد التي كان يدرسها بجامعة ستانفورد.
والدرس الثاني هو أن الأحلام يجب أن لا تباع فهي لا تقدر بثمن وخوض التجربة والمحاولة أغلى من مال الدنيا.



بقلمفارس هاني التركي
*كاتب اقتصادي


رابط المقال في صحيفة مكة:

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

الراتب والحاجة ..


انتشر مؤخراً في شبكات التواصل الاجتماعي موضوع الراتب وهل يكفى الحاجة أم لا؟
وانقسمت وجهات النظر بين "مؤيد و بشدة" أن راتب المواطن لا يكفى الحاجة ولا يؤهله لعيش حياةٍ كريمةٍ، وفي المقابل هناك من "عارض بشدة" أي اقتراح لزيادة الرواتب مدعياً أن الراتب يكفي الحاجه ولكن المشكلة في المواطن وتبذيره.

لذلك دعونا نناقش الموضوع بالأرقام والحقائق وبعيداً عن العاطفة غير المجدية، مستعرضين بعض المقارنات مع دولِ عدة.

لنستعرض أولا دخل المواطن السعودي "صاحب القضية" وذلك حسب أرقام وزارة الخدمة المدنية، أن متوسط دخل السعودي في القطاع الحكومي يبلغ 7.000 ريال بينما في القطاع الخاص يبلغ المتوسط 4.800 ريال حسب أرقام وزارة العمل. علماً أن آخر زيادة في الرواتب كانت لموظفي القطاع الحكومي (عام 2005)، ومنذ ذلك الوقت زاد التضخم في المملكة بحوالي 35% بسبب إرتفاع أسعار السلع في العالم وأيضاً الإنفاق العالي من الدولة على المشاريع التنموية لكل القطاعات. وهذا له إيجابيات مثلما له سلبيات، فالمستفيد الأكبر من هذه المشاريع هم رجال الأعمال وأصحاب شركات المقاولات وشركات التوريد وما في حكمهم، ولكن لا ننسى أيضاً أن هذه المشاريع ساهمت وتساهم بشكل كبير ومباشر في توظيف السعوديين؛ فالمدينة الاقتصادية أو المطار العالمي أو الملعب الحلم أو المستشفى المنتظر أو المدرسة الجديدة سوف تفتح آلافاً من الفرص الوظيفية للمواطنين والمستعدين لدخول سوق العمل.

لذلك لا مانع من وجود هذا التضخم نظرياً في سبيل إنجاز هذه المشاريع، ولكن من الصعب أن يتحمله المواطن بشكل كامل أيضاً، وبدون الخوض في أي أرقام ومقارنات معقدة فإن قيمة الراتب انخفضت بمقدار 35% تقريباً خلال آخر 8 سنوات بسبب التضخم.
ولكن هذا أمر طبيعي (اقتصاديا) ويحصل في كل دول العالم تقريبا، ففي بريطانيا مثلا كان معدل الرواتب في عام (2000 م) هو 18,800 جنية إسترليني ولكن المعدل ارتفع بحوالي 40% ليصل بعد اثنى عشر عاماً في (2012 م) إلى 26,500 جنية إسترليني. مقابل هذا الارتفاع فإن معدل التضخم ارتفع لنفس الفترة بمقدار 43%. بمعنى أن معدل الرواتب الفعلي في بريطانيا انخفض بنسبة 3% خلال الـ 12 عام. وهو أمر يعتبر مقبول إلى حدٍ كبير.

والإمارات الجاره الشقيقة مثال آخر، حيث رفعت الرواتب بنسبة وصلت إلى 100% في بعض القطاعات الحكومية عام (2012 م) لمواجهة التضخم. ومن هذين المثالين السابقين أود التنبيه إلى أن موضوع التضخم يجب أن يؤخذ في عين الإعتبار عند طرح موضوع الراتب، وهو مالا يفهمه المواطن العادي، حيث لا يعنيه أسباب التضخم والنظريات حولها والخطط لمواجهتها وكون الاقتصاد ريعياً أم صناعياً، هو يفهم لغة واحدة هي ماذا بقي من الراتب وهل يكفيه لآخر الشهر أم لا.

لنعود للسؤال المهم حول الراتب، هل يكفي الحاجة أو لا يكفي؟
للإجابة على هذا السؤال يجب الخوض في محورين رئيسين. الأول هو مقارنة معدل راتب السعودي ببعض رواتب الدول الأخرى لنعرف نحن نقف بجوار من. أما المحور الثاني هو أين يُصرف الراتب وما هو المستنزف الحقيقي له. علماً أن المقارنات دائماً ما تكون غير عادلة، ومن دراسة شخصية أعلم جيداً أن القيام بمقارنة عادلة يتطلب منا الأخذ في عين الاعتبار كثيراً من العوامل التي يصعب طرحها في موضوع الراتب. لذلك سأجيب عن السؤال الأول مع ملاحظة أن الدول التي سأوردها تقتص من دخل مواطنيها ضريبة دخل تتراوح بين (20 – 48%) وهو مالا يحدث في السعودية:
معدل الراتب الشهري في أمريكا يبلغ تقريباً 14.000 ريال
معدل الراتب الشهري في بريطانيا يبلغ 13.250 ريال.
معدل الراتب الشهري في ماليزيا يبلغ حوالي 8.000 ريال.
أما معدل الراتب الشهري في جميع دول أوروبا الشرقية يبلغ أقل من 4.000 ريال.

أما المحور الثاني وهو أوجه صرف الراتب وفق أهميتها تتابعاً (السكن، المأكل والمشرب، المواصلات، الفواتير الخدمية مثل الهاتف والكهرباء والاتصالات)، وأخيراً النثريات والكماليات.
وهنا يكمن بيت القصيد وهنا تتحطم جميع المقارنات الجوفاء.

السكن في أغلب دول العالم يستقطع أكبر نسبة من الراتب، لذلك إرتفاع أسعار العقار تؤثر بشكل مباشر على مستوى معيشة المواطن في أي دولة. فقبيل الأزمة المالية عام 2007 كان السكن يستقطع 42% من راتب المواطن البريطاني ولكن حالياً بعد استقرار الأسعار أصبح يستقطع 26% فقط من راتبه.
بعد السكن تأتي المواصلات ثانياً كأكبر مستنزف للراتب ويندرج تحت بند المواصلات: أقساط السيارة والدراجة النارية والوقود والتاكسي والقطار والمترو. ففي أمريكا يصرف المواطن حوالي 20% من راتبه شهرياً على المواصلات بينما في ألمانيا ولتوفر بنيه تحيه أفضل تتمثل في الحلول البديلة عن أعباء السيارة والوقود مثل القطارات والمترو وثقافة استخدام الدراجة الهوائية فإن المواطن في ألمانيا يصرف أقل من 15% من راتبه في المواصلات. 
هذا الفرق بين المواطن الأمريكي والألماني في الصرف على المواصلات يتضح جلياً آخر الشهر حيث يوفر الأمريكي أقل من 10% من راتبه فقط بينما الألماني يوفر في المعدل 17%.
هذه الأمثلة توضح أن المسألة لا تقترن فقط بمقدار الراتب وإن كان الراتب له دور طبعاً ولكن معالجة مشكلة السكن أو المواصلات أو إرتفاع أسعار السلع الغذائية ربما تكون ذات فائدة للاقتصاد وتضيف لدخل المواطن أكثر مما يضيفه الراتب.

أسلوب ومستوى المعيشة وثقافة الاستهلاك والاقتراض وعدم الحرص على الاستثمار والادخار مواضيع مهمة ويجب عدم إهمالها فالصرف على السيارات الفارهه والاقتراض من أجل السفر أمور يجب أن يفهم المواطن أنها تحقق المتعة اللحظية وأثارها تؤثر بشكل سلبي ومباشر على مستوى معيشته في المدى القصير والطويل.

الحلول كالعادة يجيب أن يتحملها ويشارك فيها الجميع فالموضوع يمس حياة المواطن الذي يستحق حياة كريمة وسعيدة تتوازى مع ما أنعم الله على هذه البلاد من خير وسعه ولكن أيضاً بما يتناسب مع دخله وما كتب الله له من رزق ودخل.
هذه بعض الأمور والتي أرى أنها ضرورية لمعالجة الوضع وإن أختلف تأثيرها وسرعة تطبيقها:
  • زيادة الرواتب بما لا يقل عن 20% وذلك هو الحد الأدنى لتعويض التضخم في أسعار السلع والخدمات.
  • إعادة هيكلة الدعم الحكومي للسلع الأساسية والذي يبلغ حوالي 350 مليار ريال سنوياً. هذا المبلغ يستفيد منه الغني والفقير والمواطن والأجنبي بنفس المقدار وهذا من الظلم والإجحاف الكبير ولا يحصل في أي دولة في العالم بهذا شكل السخي الموجود في السعودية. لذلك يجب الإسراع في تطبيق مشروع "البطاقة التموينية" وتوزيع البطاقات ليستفيد من الدعم المحتاجين فعلاً وليس جميع شرائح المجتمع.
  • التعجيل في مشاريع الإسكان والتأكد من تسليمها حسب الأولوية.
  • فرض ضريبة على الأراضي البيضاء والتوسع في اعتماد المخططات الجديدة لزيادة المعروض من الأراضي للتخفيف من إرتفاع أسعار الأراضي.
  • يجب أن يكون هناك حملات توعية كبيرة لثقافة الادخار وأهميته.
  • يجب على المواطن تحمل جزء من المسؤولية بتغيير عاداته في الإنفاق والمرتبطة بالإسراف. فلا يعقل أن يكون راتبك 8 ألاف ريال وتقوم بعمل وليمة بمقدار ألفين ريال لأصدقائك في بداية الشهر ولا يعقل أن يكون راتبك 10 ألاف ريال وتشتري سيارة قسطها 4 ألاف ريال، ولا يعقل أن تشتري منزل قسطه 12 ألف ريال وراتبك 20 ألف ريال.
  • دعم العمل الخاص لمن يملك القدرة والمهارة عليه، فذلك سوف يخفف من الحمل الذي تتحمله الدولة في بند الرواتب، ولا ننسى أن تسع أعشار الرزق في التجارة وليس الوظيفة.
  • تشجيع المشاريع الشبابية فالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تمثل العماد الحقيقي لأي اقتصاد قوي في العالم حيث أنها تساهم بشكل مباشر في توزيع أوسع للثروات.

من حق المواطن السعي لعيش حياة كريمة ومن واجب الدولة توفير السبل لهذه الحياة المنشودة، ولكن فقط أحببت التوضيح من خلال هذا المقال أن المسألة ليست مجرد زيادة في الراتب وإنما أكبر من ذلك فهي كما أوضحت تشمل عوامل اقتصادية عديدة والحل للوصول لها هو مجموعة من الحلول المترابطة عرجت على بعضها وإن كنت مقتنعاً أن أهمها وأولها هو التوكل على الله والاجتهاد والإخلاص.



بقلمفارس هاني التركي
*كاتب اقتصادي

رلبط المقال في صحيفة الاقتصادية:



الجمعة، 15 مارس 2013

الرهن العقاري.. والمعادلة المجنونة


يتسائل المواطنين كافة عن مدى إمكانية إنخفاض أسعار العقارات في السعودية بعد صدور اللوائح التنفيذية لأنظمة (الرهن العقاري) التي صدرت خلال الأيام الماضية، وهل سيحقق هذا النظام أحلام ملايين الأسر السعودية بتملك منزل العمر؟

للإجابة على السؤال يجب أن يعرف القارئ الكريم الفرق بين الرهن العقاري وبين الأنظمة الحالية التي تقدمها البنوك وشركات التمويل العقاري لتملك المنازل مثل المرابحة والإجارة وغيرها.
لم تنتظر البنوك السعودية اعتماد الرهن العقاري فقامت منذ قرابة عقد من الزمان بإيجاد حلول تمويلية بضمانات وأسعار مناسبة لها، مع تملك العقار لضمان الأصل علاوة على الدفعة الأولى. والسؤال هنا، ما هو الفرق بين ماهو متبع سابقاً والحاجة لنظام جديد وهو (الرهن العقاري) ؟
هنالك فائدتين رئيسيتين للرهن العقاري:
1) الأولى "تشريعية وتنظيمية"، فنظام الرهن العقاري هو حماية لحقوق العملاء والبنوك معاً، وليس طرفا على حساب الآخر؛ لأنه في ظل غياب الأنظمة الواضحة يصبح طرفي القضية العميل والبنك شريكان في المخاطرة وضدان في الخصام، ولا يمكن ترك القضية خاضعة لتقديرات البنوك والمحاكم.
فماذا لو تعثر العميل عن السداد أو توفي، وماهي حدود الإقراض التي تمنح له، وهل يمكن للبنوك وشركات التمويل أن تمتلك وحدات سكنية بغرض استثمارها وبيعها لاحقا ؟
أو ماذا لو كان في العقار مشاكل إنشائية، أو أفلس البنك كما حصل في أمريكا وأوروبا، بالإضافة إلى كثير من التساؤلات التي لابد من نظام واضح يحكم فيها بوضوح بين جميع الأطراف.
ونظراً لغياب التنظيم والتشريع ارتفعت تكلفة الإقراض، وعلى العكس تماما سيكون لوجود الأنظمة دور في تقليص المخاطر على البنوك وبالتالي ستقوم البنوك بدورها بخفض نسبة الربح للمنتجات العقارية.
2) الفائدة الثانية هي توسيع دائرة الإقراض للأفراد، فإذا كنت تمتلك أرضا ولا تستطيع بنائها ولا تستطيع الحصول على التمويل لبنائها، فبإمكانك الآن أن ترهن الأرض للبنك وأن تحصل على التمويل المناسب لبناء هذه الأرض والسكن فيها. وفي المقابل سوف يمكّن الرهن العقاري شركات التطوير العقاري أيضاً من رهن أراضيهم والحصول على سيولة وافرة مقابل ذلك لبناء مزيد من الوحدات السكنية للأفراد، وهو ما سيمكنها من التوسع في أعمالها بشكل أكبر ورفع عدد (المعروض) من الوحدات السكنية في السوق وهو ما سيساهم بشكل مباشر في خفض الأسعار تدريجيا.
ولكن هذا لا يعني الإجابة على سؤال المقال بشكل كامل لأن وجود نظام الرهن العقاري سيقلل من المخاطر على البنوك وهذا من شأنه خفض نسبة آرباح المنتجات العقارية كما أسلفنا، ولكن إنخفاض المخاطر سوف يزيد من شهية البنوك لمزيد من الإقراض واستقطاب مزيد من المقترضين، وهو ما يساهم في (زيادة الطلب) على العقارات في سوق يقل فيه (المعروض)، وهذا بدوره سوف يرفع أسعار العقارات بشكل مباشر!. وهي أقرب لمعادلة مجنونة.
لذلك يجب معرفة أن "الرهن العقاري" ليس العصا السحرية التي سوف تحل مشاكل الإسكان لدينا، بل هي خطوة مهمة يجب أن يتبعها خطوات أخرى لحل مشكلة الإسكان المتفاقمة لدينا ومن أهمها:
• فرض رسوم ضريبية (زكاة) على الأراضي البيضاء، ففي أغلب دول العالم هنالك ضريبة تدفع على العقار غير المستثمر أو حتى المستثمر. ويساهم هذا النوع من الضرائب بشكل مباشر في عدم تكديس العقارات لدى أصحابها والعمل على استغلالها أو بيعها.
• وضع حد لتملك العقارات، فنظرياً لا يعقل أن يمتلك شخص واحد ما نسبته 10% أو 20% من عقارات مدينة واحدة، لأن ذلك يتيح الفرصة للتحكم برفع الأسعار بشكل خطير.
• تسهيل وتسريع اعتماد المخططات الجديدة، فالسعودية مساحتها شاسعة ولو نظرنا إلى مدينة مثل جدة مثلاُ سنجد أن آخر مخطط تم اعتماده كان قبل أكثر من 5 سنوات!. هل قرار كهذا يصب في مصلحة هوامير المخططات والعقارات أم المواطنين؟
• إعادة النظر في طرق وتقنيات البناء الحديثة الأقل تكلفة والسماح باستخدامها خاصة وأنها أثبتت كفاءة عالية في اليابان والصين وأمريكا.
• الاستمرار في دعم مشاريع الإسكان الميسر، والتي اعتمدتها الدولة مؤخرا وخصصت لها ميزانيات ضخمة، وإنجازها بأسرع وقت لتساعد جزء من المواطنين من محدودي الدخل.
كما يجب على المواطنين التخلي عن الرفاهية التي لا يستطيعون دفع ثمنها، بحيث يكون العقار مناسبا لملائتهم المالية ومقدرتهم على التسديد، كون هذا أحد أبرز أسباب إنهيار السوق العقاري في أوروبا وأمريكا. وللتوضيح والمقارنة فدعونا نأخذ مثالين، من أوروبا وأمريكا.
في بريطانيا يبلغ متوسط سعر الوحدة السكنية 162,000 جنية إسترليني بينما يبلغ متوسط الدخل السنوي للفرد 30,000 جنية إسترليني، مما يعني أن متوسط سعر الوحدة السكنية يساوي متوسط دخل الفرد السنوي بحوالي 5 مرات.
أما في أمريكا فمتوسط سعر الوحدة السكنية 186,000 دولار بينما يبلغ متوسط الدخل السنوي للفرد 46,000 دولار، مما يعني أن متوسط سعر الوحدة السكنية في أمريكا يساوي متوسط دخل الفرد السنوي حوالي 4 مرات.
بينما في السعودية يبلغ متوسط سعر الوحدة السكنية قرابة 10 مرات متوسط الدخل السنوي وهو معدل عالي جداً ولذلك يجب أن ينخفض متوسط الوحدة السكنية في المملكة ليصبح قرابة 480 ألف إلى 660 ألف ريال لكي نتماشى مع المعدل العالمي، أو أن يرتفع دخل الفرد للضعف وهو أمر مستبعد وصعب.
نحن أمام أسعار عقارات تخطت المعقول وأزمة إسكان حقيقية أجمع الكل على تأثيرها السلبي الشديد في حياة المواطن، والمطلوب الآن هو العمل على تعجيل خطوات التصحيح وتدارك الوضع. والحلول ليست صعبة ولا مستحيلة، فدول مثل تركيا وسنغافورة واجهت صعوبات في أزمة الإسكان أكثر مما تواجهه السعودية اليوم ولكن بالعمل الدءوب والرؤية السليمة استطاعت تجاوزها وحلها وتمكنت من توفير حياة كريمة لمواطنيها.


* رابط المقال في جريدة الاقتصادية:  
http://www.aleqt.com/2013/03/02/article_735427.html

الخميس، 31 يناير 2013

التوظيف يدمر الاقتصاد


يعاني الاقتصاد السعودي العديد من المشاكل المؤرقة والتي مازالت تتفاقم مع الوقت رغم الطفرة المالية الهائلة التي تشهدها البلاد في السنوات الأخيرة. وأكبر هذه المشاكل هي (البطالة والتضخم وأزمة الإسكان).

- فالبطالة، وفقا للأرقام الرسمية (والتي في الغالب تكون غير دقيقة أو أقل من الواقع) بلغت 12% وهي نسبة عالية جداً، فالاتحاد الأوروبي رغم كل الظروف القاسية والكساد الذي يمر به معظم أعضاءه لم يتجاوز 11% وكذلك أمريكا التي تشهد أوقات اقتصادية صعبة لم تتجاوز نسبة البطالة فيها 7,8%.

- أما التضخم، فقد ارتفع خلال الأربعة سنوات الماضية بنسبة 25% (أي بمعدل 6,3% سنوياً) ما يعني بشكل آخر أن دخل الفرد أنخفض بحوالي الربع خلال هذه الفترة. علماً أن التضخم لا يمكن تجنبه نهائياً خاصة وأن الإنفاق الحكومي عالي جداً والدولة عازمة على المضي قدماً في تنفيذ المزيد المشاريع ولكن بالتأكيد التضخم المستورد يعلب الدور الأكبر وذلك لأننا دوله مستوردة من الطراز الأول، فعلى سبيل المثال: أي إرتفاع في التضخم تشهده ألمانيا وينعكس على تكلفة صناعة السيارات لديها ويؤدي إلى إرتفاع سعرها، سوف يدفع المستهلك السعودي قيمة هذا الارتفاع عند شراءه هذه السيارة.

وأيضاً ارتباط الريال بالدولار له دور، فعندما تواجه أمريكا ركودا، فإنها تقوم بخفض نسبة الفائدة على الدولار لتشجيع الإقراض ومن ثم تحريك الاقتصاد وتجنب الركود. ولكننا في السعودية نواجه طفرة وانتعاش اقتصادي فبدل أن نقوم برفع نسبة الفائدة للسيطرة على التضخم والتحكم بالسيولة المعروضة فإننا تقوم بخفض الفائدة لارتباط الريال مع الدولار مما يؤدي لاستمرار زيادة التضخم!.

- الصورة بالنسبة للإسكان أكثر تأزماً فمؤشر العقار الصادر من وزارة العدل يشير إلى ارتفاع متوسط سعر المتر المربع (السكني) في مدينة الرياض بأكثر من 40% و (التجاري) بأكثر من 150% خلال آخر 3 سنوات. بالتأكيد ارتفاعات لا تصب في مصلحة الاقتصاد بأي شكل من الأشكال حيث أن ارتفاع أسعار الأراضي لا يضيف للناتج المحلي وإنما يساهم فقط في استنزاف دخل الفرد بشكل غير مبرر.

السعودية بلد مستهلك بشكل مخيف والإنتاج المحلي في شتى المجالات ضعيف جداً والاعتماد على البترول بنسبة 90% في موازنة الدولة يشكل خطراً حقيقا في حال أنخفض سعر البترول أو في حال قامت الدول المستوردة للنفط بتطوير أنواع الطاقة الجديدة بشكل اقتصادي مربح. لذلك يجب أن يصاحب (عملية التصحيح) (تغيرٌ في نمطية التفكير)..
وأول خطوات هذا التصحيح هو عدم الاعتماد على الدولة في توفير مزيد من الوظائف، فالثقافة السائدة في البحث عن الوظيفة الحكومية أنها أكثر أمانا وأقل إنتاجيةً تعتبر من أخطر الظواهر على أي اقتصاد؛ لأنها تشكل عبأ كبيرا على ميزانية الدولة. فلا يعقل أن تذهب قرابة 20% من ميزانية الدولة في مجرد دفع الرواتب، كما أنها تقتل الطموح والإبداع. والمقلق هو زيادة عدد الموظفين الحكوميين بشكل كبير جداً بشكل سنوي، رغم أن معظم دول العالم تقلص عدد الموظفين الحكوميين وذلك من خلال الحلول البديلة والحكومات الالكترونية.

فعلى سبيل المثال: بلغ عدد موظفي القطاع العام في أمريكا عام 1962 قرابة 5,5 مليون موظف، واليوم وبعد مرور 50 عاما انخفض العدد إلى 4,6 مليون. وفي بريطانيا هناك قرابة 30 مليون عامل في القطاعين العام والخاص، منهم 5,8 مليون موظف في القطاع العام فقط، (أي أن مقابل كل موظف حكومي هنالك 5 أو 6 يعملون في القطاع الخاص).

الوضع في السعودية يخالف كل الموازين فمقابل كل سعودي يعمل في القطاع الحكومي هناك نصف سعودي يعمل في القطاع الخاص! حيث أن لدينا حوالي 1.3 مليون سعودي يعملون في القطاع الحكومي وحوالي 700 ألف سعودي يعملون في القطاع الخاص.

تغيير نمطية التفكير التي دعوت لها تكمن في تحفيز السعوديين لدخول القطاع الخاص كأصحاب عمل وأصحاب مشاريع صغيرة وليس الدخول كموظفين في القطاع الحكومي، فالسوق السعودي مازال ناشئا والأمثلة على نجاح المشاريع الصغيرة لا تعد ولا تحصى. ولا يمكن بأي حال تقليل الإعتماد على النفط دون أن يتم دعم المنشآت الصغيرة، ففي جميع الدول التي عانت من أزمات اقتصادية كان الداعم الحقيقي للخروج من هذه الأزمات هو المؤسسات الصغيرة، ففي بريطانيا على سبيل المثال هناك اليوم 4,8 مليون مؤسسة، 96% منها يوظف 9 عمال أو أقل.

العظيم في الموضوع أن هذه المؤسسات الصغيرة تساهم في اقتصاد بريطانيا بتوظيف ثلث القوى العاملة وتخلق سنوياً حوالي 1,5 مليون وظيفة جديدة. وفي اليابان كذلك يمثل العاملون في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ما نسبته 41% من حجم القوى العاملة، وبالتأكيد أن الوضع لديهم متطور جداً فثقافة المؤسسات الصغيرة في أكمل درجات النضج، وهي مدعومة من الدولة والشركات الكبرى. فشركة تويوتا كمثال تستخدم حوالي 10,000 قطعة في تصنيع سياراتها ولكنها لا تصنع سوى واحدة منها بشكل مباشر وهي مكينة السيارة، أما باقي القطع مثل الحديد والالكترونيات والمسامير والعجلات وغيرها فإنها تحصل عليها بشكل مباشر من مصانع أصغر منها.

الوضع لدينا مختلف فمعظم فوائد وخيرات الطفرة الأخيرة لم تصل لمعظم المواطنين بشكل مباشر وذلك لعدم وجودهم في ساحة الأعمال أساساً واكتفائهم بالوظيفة، وللأسف كانت آثار الطفرة عليهم سلبيه بسبب التضخم وارتفاع الأسعار.

دعم الدولة ضروري وهو ليس عن طريق المال فقط، فنحن نريد إراحة ميزانية الدولة وليس إضافة المزيد من العناء عليها، ولذلك دعم الدولة الأهم يكون في سن القوانين والتشريعات التي تدعم المؤسسات الناشئة والصغيرة، وهذه أمثلة لبعضها:

1) تبسيط إجراءات إنشاء المؤسسات والحصول على التراخيص اللازمة.
2) تسهيل دخولهم في مناقصات الدولة.
3) إلزام الشركات الكبيرة المتعاقدة مع الدولة بالاستيراد والتعامل مع المؤسسات الصغيرة داخل المملكة.
4) الاستمرار في تسهيل الحصول على التمويل اللازم، سواء عن طريق البنوك التجارية أو صناديق الدولة الداعمة.
5) منع الاندماجات التي تقوي وضع الشركات الكبيرة وتضر بشكل مباشر المؤسسات الصغيرة.
6) دعم تصدير منتجات المؤسسات الصغير لخارج المملكة.

أما ما نراه اليوم من إرتفاع أسعار العقار والإيجارات للمحلات التجارية فهو يهدف بشكل مباشر لزيادة تضخم ثروات العقاريين وبشكل غير رسمي لإخراج صغار المستثمرين من السوق، وهو ما أشار إليه نائب رئيس غرفة مكة المكرمة عندما قال: "إن ارتفاع أسعار العقار في المنطقة المركزية تسبب في هجرة تجار مكة المكرمة وتركهم محلاتهم وإغلاقها، لتحل بديلاً عنها الشركات العالمية الكبرى التي تستطيع دفع الإيجارات المرتفعة التي تصل لمليون ريال للمحل الواحد".

الشباب السعودي طموح وقد أثبت كفاءته في كل المجالات لكن يجب دعمه لكي يساهم بشكل مباشر في إنتاجية الدولة واقتصادها. المطلوب فقط هو توجيهه بالطرق المناسبة وتذييل العقبات له، أما ترك أسعار الإيجارات في الارتفاع بهذا الشكل وفي نفس الوقت تلميع الوظيفة الحكومية وتمييزها بساعات الدوام وأيام العمل وطول الإجازات وضمان العلاوات فهو ضار ومرهق لموازنة الدولة وسلبي لإنتاجها.

وبكل واقعية فإن كل مجهودات "سعودة وتوطين" الوظائف ممتازة، ولكن لها حد أقصى فحوالي 86% من وظائف الأجانب في السعودية ذات دخل شهري أقل من 2,000 ريال وهي وظائف غير قابلة للسعودة وحتى وإن قبل بها السعودي فإنها لن توفِ بالحد الأدنى من التزاماته في الحياة.

هناك العديد من المبادرات الحكومية والخاصة لدعم المشاريع الصغيرة كبرنامج كفالة وغيرها من حاضنات الأعمال والكل شاهد على قصص النجاح التي ساهمت فيها، سواء ورش سيارات أو مطاعم أو مكاتب محاماة أو مصانع صغيرة أو مشغل للملابس والأمثلة واقعية وعديدة، فهذه المشاريع تساهم بشكل مباشر في توظيف الشباب وتوزيع الثروات بشكل أوسع وتحريك الاقتصاد بشكل صحي، ولكن هذه المبادرات والبرامج ليست بالحجم الكافِ التي تجعلها تساهم بشكل حقيقي في حل مشاكلنا الاقتصادية، لذلك كل ما علينا هو العمل على زيادة هذه المؤسسات الصغيرة ودعمها بشكل حقيقي بحيث يصبح لها ثقل في اقتصاد البلد ويكون لدينا اقتصاد قوي مبني على الإنتاج يمكننا من تحسين الميزان التجاري ومواجهة الصعوبات في المستقبل والتخلي عن الاعتماد الكلي علي النفط وأسعاره المرتفعة.


بقلم: فارس هاني التركي

* رابط المقال في جريدة الاقتصادية: http://www.aleqt.com/2013/01/26/article_727583.html

الاثنين، 10 ديسمبر 2012

ماذا فعل أبا حسين في الاقتصاد الأمريكي؟


هل كانت إعادة انتخاب أوباما لفترة رئاسية ثانية متوقع؟ مالذي ساهم في ترجيح كفة أوباما ضد منافسه الجمهوري؟ ما هي هذه الأرقام التي ساهمت في انتخاب أوباما لفترة ثانية؟ و هل تكذب الأرقام؟
دعونا نراجع بعض المؤشرات الاقتصادية للولايات المتحدة عندما أستلم أوباما الرئاسة مطلع 2009 ومقارنتها بما وصلت إليه بعد 4 سنوات قبيل انتخابات 2012.

استلم أوباما البلاد وهي في وضع لا تحسد عليه فقد كانت تعاني من تبعات الدخول في حربين مباشرتين بين العراق وأفغانستان، وعصفت الأزمة الاقتصادية برياحها وانهارت أعرق الشركات الأمريكية أمثال بنك "ليمن برذرز" وشركة السيارات "جنرال موتورز" وخسرت  أمريكا 4 مليون وظيفة في أول سنة من تولي أوباما للرئاسة!  ولمعرفة ضخامة هذا الرقم، فجميع السعوديين العاملين في القطاع الخاص يبلغ عددهم حوالي  900,000 فقط. سيطر  أوباما على هذا النزيف بشكل مذهل و قلب الوضع رأساً على عقب وأصبح الاقتصاد يضيف من 100,000 إلى 200,000 وظيفة شهرياً.

استلم أوباما دفة القيادة ونسبة البطالة 7.8% وأنهى الأربع سنوات وهي عند نفس المستوى. كيف لنا أن نهمل هذا الرقم إذا ما علمنا أن عدد الموظفين الجدد الذين يدخلون سوق العمل الأمريكي يزيد عن 100,000 شهرياً، مما يعني أن توفير 100,000 وظيفة شهرياً لن يقلل من نسبة البطالة وإنما سيحافظ على النسبة من الارتفاع و لكي نثبت هذا النجاح فلا بد لنا من وضع وضع الاقتصاد العالمي في الاعتبار ففي نفس الفترة ارتفعت نسبة البطالة في إسبانيا من 16.7% إلى 24% وفي إيطاليا من 7.5% إلى 9.1% و في فرنسا من 8.9% إلى 10% وفي بريطانيا من 7% إلى 8.3%.

تعافي سوق العقار من الملفات التي واجه أوباما صعوبة شديدة في حلها. فمتوسط سعر الوحدة العقارية كان 175,000$ في مطلع 2009 ولكنه استمر في الهبوط ولم يعد للارتفاع إلا في آخر ثلاث أشهر من انتهاء فترته الرئاسية. ملف العقار مازال مأساة حقيقة حيث أن 3 مليون أمريكي خسروا منازلهم لتعثرهم في سداد أقساطهم للبنوك خلال الأربع سنوات التي شكلت فتره رئاسة أوباما الأولى. ولكن في المقابل شهد سوق الأسهم الأمريكي صحوة حقيقة أنعشت الدورة الاقتصادية فمؤشر(
S&P 500) الذي يضم أكبر الشركات التي تمثل الاقتصاد الأمريكي ارتفع من 931 نقطة وهو المستوى الذي كان عليه عند بداية رئاسة أوباما إلى 1414 نقطة قبل الانتخابات الثانية.
هذه الأرقام أثرت بشكل مباشر على مؤشر ثقة المستهلك الذي كان قد سجل إنخفاض بمقدار 1.7% في أول 6 أشهر من تولي أوباما ولكنه ارتفع بعدها ولم يهبط حتى وقت كتابة هذا المقال. كما أن معدلات التضخم استمرت في حدود 2% وهو شي جيد إذا ما قارناه بالتضخم في منطقة اليورو والذي بلغ 2.5% أو السعودية والبرازيل والذي تجاوز 5% أو الهند الذي قارب من 10%.

قد يؤخذ على أوباما إرتفاع عجز الموازنة وارتفاع الدين العام لمستوى تاريخي. فالدين العام ارتفع من 10.7$ تريليون إلى 16$ تريليون وهي نتيجة طبيعية لسياسة أوباما التي استمرت في الإنفاق لإنعاش وتحفيز الاقتصاد. فالإنفاق الحكومي استمر بمعدل 3.5$ تريليون سنوياً مما تسبب بشكل مباشر في عجز للموازنة بأكثر من 1.3$ تريليون سنوياً. كما أن الدين العام والبالغ 16$ تريليون يظل مصدر قلق يجب السيطرة عليه فالعمولات التي تدفعها أمريكا على هذا الدين تبلغ 450$ مليار سنوياً!! و على الرغم من ضخامة الرقم فإنه لا يمثل سوى 3% من الناتج المحلي السنوي. يجدر بالذكر بأن الاقتصاد الأمريكي مازال الأقوى الأكبر عالميا بحجم 15.7$ تريليون في السنة وبفرق كبير عن الصين التي تأتي في المركز الثاني بحجم 8.3$ تريليون واليابان التي تأتي في المركز الثالث بحجم 6$ تريليون ولكن معدلات النمو في الصين تشكل تهديد حقيقي في الخمس السنوات القادمة.
أرقام كبيرة دون أدنى شك ولكن المواطن الأمريكي استفاد كثيراً من ذلك حيث تم خفض الضرائب وزيادة فوائد برامج مساعدة العاطلين ودعم المشاريع الحكومية لاستيعاب موظفين جدد وتطوير قطاع الصحة وزيادة ميزانية الدفاع.

أوباما هو رجل المرحلة وكل شيء في أمريكا يتمركز حول الاقتصاد ورغم الأداء المتوسط في فترته الأولى إستطاع أوباما إيصال صوته من خلال هذه الأرقام التي لا تكذب والتي خولته لجمع أصوات الناخبين للمرة الثانية.

الوضع الاقتصادي المحلي والخارجي صعب والآن أوباما يقف أمام الكونجرس (الذي يسيطر عليه الجمهوريين) في اختبار حقيقي لتجديد قوانين الإعفاءات الضريبية التي أقرت في عهد بوش الابن وقام أوباما بتجديدها خلال فترته الأولى، ولكنه الآن يريد تخفيض الضريبة على الشريحة المتوسطة ورفعها على أصحاب الدخل العالي بشكل أكبر.
هناك تخوف حقيقي من حصول انهيار مالي "
Fiscal Cliff" في أمريكا وذلك في حال تعثر الوصول لاتفاق بين أوباما والكونجرس ولكن الاجتماعات تشير لقرب الوصول لاتفاق مقنع للطرفين.

رغم وعورة الطريق وصعوبة المرحلة إلا أن الحلول متاحة لمن يريد تطبيقها من الديمقراطين أو الجمهورين و إذا أرادت أمريكا المحافظة على صدارتها الاقتصادية فعليها العمل بجد والسير على نفس النهج في الإصلاحات والإنتاج والتركيز على الصناعات التي تجيدها مثل صناعة السلاح الخفيف والثقيل والتكنولوجيا  والخدمات والسياحة والترفيه والقطاع المالي والزراعة والتعدين.
هل سيستطيع أوباما تحقيق ذلك دون أن تتخلى أمريكا عن بعض الرفاهية؟ الجواب بالتأكيد ستتم الإجابة عليهم في الأربع سنوات القادمة ....


بقلم: فارس هاني التركي 

رابط المقال في جريدة الاقتصادية: 

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

العقار يمرض وقد يموت


يتداول العقاريين والمستثمرين مقولة (العقار يمرض ولا يموت) مقتنعين أن العقار الذي لا يأكل ولا يشرب ما هو إلا حاضنة لأموالهم، تتضاعف قيمتها مع الزمن وفي أسوأ الأحوال ستحافظ على قيمتها ولكنها لا تنخفض ولا تنهار.
ولكن لنتأكد إن كانت هذه المقولة ستبقى تحمل معناها للأبد، لابد لنا من معرفة أسباب انهيار سوق العقار في أمريكا وبعض دول أوروبا، وهل نحن نسير في نفس الطريق أم لا، ولنشرح ما حصل هناك بشكل علمي وواقعي متسلسل:
كانت الأمور تسير بشكل طبيعي وسلس جداً، وأطراف اللعبة كانوا ثلاثة: "صاحب العقار" الذي يريد بيع عقاره، و "المشتري" الراغب في شراء العقار، و "البنك" الذي سوف يمول عملية الشراء.
استمرت العجلة في الدوران، وحقق كل منهم هدفه، ولكن الرغبة في الربح بشكل أكبر دفع الجميع للتوسع والرغبة في الاستفادة بأقصى درجة، فتضخمت الثلاث المهلكات على أي اقتصاد (الجشع، الاستغلال، سوء الإدارة).
1. جشع البنوك دفعها لإقراض شرائح من العملاء لا يملكون الملاءة المالية الكافية على تحمل الأقساط وذلك رغبة منهم في الحصول على أكبر ربح ممكن متساهلين مع المخاطر المحتملة.
2. سوء إدارة العملاء (راغبي التملك) لميزانياتهم، دفعهم لشراء عقارات لا تتماشى مع قدرتهم الحقيقية على السداد.
3. استغلال المضاربين وشركات التأمين للوضع، ودخولهم بشكل احترافي عالي جداً في اللعبة، وطرحهم منتجات استثماريه معقدة مبنية على القروض العقارية.
عندما أرادت البنوك المزيد من الأموال لكي تتمكن من إقراض المزيد من العملاء وعندما بدأت تظهر بوادر احتمالية عدم قدرة العملاء على السداد، قامت ببيع هذه القروض العقارية بنسب أقل على شركات أخرى للتخلص منها والحصول على السيولة الفورية، لتمويل المزيد من هذه العمليات.
كمثال: أنت عميل مقترض من بنك A لشراء منزل بمبلغ ,000200$ دولار وبنسبة ربح 5% و تقوم بالسداد له بانتظام نهاية كل شهر. ولكن في الكواليس بنك A قام ببيع هذا القرض للشركة الاستثمارية B بسعر 3%. فعندما تقوم أنت بالسداد للبنك A فإن المبلغ في الحقيقة يذهب مباشرة للشركة الاستثمارية B.
هذه الشركات الاستثمارية قامت بإعادة صياغة هذه القروض وبيعها على شكل منتجات "استثمارية" بعوائد عالية في الربح. وبالتأكيد أن المشتري لهذه المنتجات الاستثمارية يعلم أنها تحتوي على مستوى من الخطورة ولكنه يقدم على شرائها وذلك لأنها مدعومة بعقارات (أي أصول) في أسوء حالاتها "تمرض ولكنها لا تموت".
ولإعطاء العملية ثقة أكبر قامت هذه الشركات بالتأمين على هذه القروض لدى أكبر شركات التأمين في العالم، بحيث لو تعثر العملاء عن السداد، تقوم شركات التأمين بسداد قيمة المتبقي من القرض كاملاً.
وعلى هذا الحال، استمرت العجلة في الدوران في غاية الإتقان. وهي عبارة عن قروض تباع والعملاء يسددون والعقار مرهون للبنك و فوق ذلك (القرض) مؤمن من شركات التأمين التي سوف تقوم بالسداد في حال التعثر.
عاشت أمريكا والغرب أجمل سنوات الرخاء بهذا النموذج، البنوك تربح والعملاء يشترون المنازل الفاخرة وشركات الاستثمار تربح المال وتوزعه على عملائها وذلك طالما مستثمر العقار يدفع الأقساط آخر الشهر فهذا الأخير هو وقود العملية وأهم عنصر لاستمرار العجلة في الدوران.
في تلك الأثناء كانت هنالك فقاعه تتكون ولا أحد توقع حدوثها وأنها سوف تنفجر في لحظة، فالنموذج يعمل بكل إتقان ولا يتجرأ أحد أن يشكك فيها، فانهياره ربما يعني انهيار النظام الاقتصادي كاملاً.
ولكن (الجشع، الاستغلال، وسوء إدارة المشترين) عجل في الانهيار، فالبنوك أصبحت تقرض حتى من توقعت تعثره وأقرضت غير القادر على السداد ومن لا يملكون حتى الدفعة الأولى، كما أقرضت المتعثرين لدى بنوك أخرى، واستمرت تقرضهم و "تقرض" الاقتصاد تدريجيا كالفأر.
وفجأة توقفت العجلة عن الدوران، حينما أعلن كثيرٌ من المشترين بكل صراحة، أننا لا نستطيع دفع أقساط هذه القروض للبنوك، فالقسط فوق طاقتي والأرباح عالية والمنزل في الأساس كبير وفوق احتياجي وأنا بالكاد أسدد التزامات الحياة من مأكل ومشرب وعلاج وتعليم. وقام بإرجاع مفتاح المنزل للبنك!.
وحصل الانفجار العظيم ،،، وذلك بازدياد عدد المتعثرين الذين أعادوا مفاتيح منازلهم للبنوك، والبنوك لا تريد العقارات بل المال، فقامت البنوك مباشرة بإخلاء العقارات المتعثرة وبيعها بأقل من قيمتها الدفترية بكثير (نظرا لعدم وجود مشترين) للحصول على النقد. واستمرت أسعار العقارات في الانهيار مما قاد سوق العقارات لحالة الموت الإكلينيكي.
ولكن لا ننسى أن هذه العقارات مؤمنه كما أسلفنا سابقاً فالبنوك وضعت في اعتبارها هذا الاحتمال. وما حصل أن شركات التأمين قامت بتعويض البنوك عن الخسائر الناتجة عن فرق السعر عندما باعت العقارات بخسارة.
ولكن المفاجأة التي لم تكن في الحسبان هي أن الموضوع تأزم وتفجر بشكل كبير جداً وبسرعة خارقة بحيث أن شركات التأمين العملاقة لم تعد قادرة على تعويض البنوك وسرعان ما أعلنت إفلاسها هي أيضا.
وحتى تتضح الصورة أكثر، ماذا يعني أن تفلس شركات التأمين؟
إفلاسها يعني انهيارها وانهيار البنوك وانهيار شركات الاستثمار وربما انهيار الاقتصاد العالمي بشكله القائم. وأكبر دليل على ذلك هو إنهيار بنك "ليمان برذرز" Lehman Brothers العملاق و إعلان إفلاسه، في وقت كانت أصوله تبلغ 691 مليار دولار. ومن بعده إنهار "واشنطن ميوتول"Washington Mutual والذي تجاوز عدد موظفيه يومها 42,000 موظف، ثم كادت أن تلحق بهما أكبر شركة تأمين في العالم "المجموعة الدولية الأمريكية" AIG والتي لديها أكثر من 100,000 موظف، لولا تدخل الحكومة الأمريكية في سبتمبر 2008 وضخ قرابة 150 مليار دولار للسيطرة على الشركة وتعيين رئيس تنفيذي ورئيس لمجلس الإدارة جديدين.
بكل تأكيد سارعت الحكومة الأمريكية بالتدخل المباشر وضخ الأموال بنفسها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وبناهية عام 2008 كان الكونجرس الأمريكي قد وافق على ضخ ما يقارب من 5.6 تريليون دولار لإنقاذ البلد.
العواقب كانت وخيمة على أكبر اقتصاد في العالم، وخلال أقل من سنتين خسر الأمريكيين أكثر من ربع ثرواتهم، وانخفضت مؤشرات الأسهم بأكثر من 45%، وانخفضت أسعار العقار في العديد من المدن بنسبة 35% وصناديق التقاعد انخفضت قيمتها بأكثر من 20%، ومازالت أمريكا تعاني ليومنا هذا من تبعات الأزمة حيث تجاوز الدين العام حاجز 16 تريليون دولار لأول مره في تاريخ الدولة، و نسبة البطالة قاربت من 9%.
بدون شك أن الاقتصاد الأمريكي هو الأكبر في العالم، ولكن التعافي لن يكون بالأمر السهل، خصوصا أن معظم اقتصادات العالم مرتبطة بشكل مباشر بالاقتصاد الأمريكي ولا ننسى أن الصين واليابان ودول الخليج والاتحاد الأوروبي هم أكبر الدائنين لأمريكا، فمصلحتهم تكمن في تعافي الاقتصاد الأميركي لكي يمتلك القدرة على السداد والوفاء بهذه الديون. وبالأخص الصين، فالسوق الأمريكي هو أكبر سوق مستهلك لمنتجاتها، فيهمها بالتأكيد تعافي هذا الزبون المهم.
ما يهمنا، هو ما هي عواقب حصول الأمر نفسه في بلدنا؟
كارثة كهذه وبهذا الحجم ربما لن نتعافى منها لو حصلت لدينا. لذلك ونحن مقبلين على مرحلة جديدة في سوق العقار السعودي، خاصة بعد إقرار نظام الرهن العقاري وتوجه الدولة في هذا المجال، يجب أخذ أكبر درجات الحيطة والحذر من البداية وحماية المواطنين مما هم مقبلين عليه. فحماية ثروات المواطنين وممتلكاتهم يجب أن توضع فوق كل اعتبار، خاصة وأن حجم التمويل العقاري في السعودية اليوم لا يتجاوز 11.5 (مليار دولار) وذلك مقارنه بأكثر من 11.3 (تريليون دولار) في أمريكا عام 2008.
بعد سرد المثال الأمريكي وتوضيح ما آلت إلية الأمور، اتضح أن (العقار يمرض وقد يموت) لذلك دعونا نذكر أهم النقاط والتي يجب أن نقوم بتطبيقها لتجنب حدوث كارثة مشابه لدينا.
1. التأكد من تطبيق سياسة الإقراض النقدي بشكل صارم وبدون تساهل.
مؤسسة النقد السعودي تلعب دور أساسي في هذا الموضوع وهي من أكثر البنوك المركزية في العالم صرامة وحزماً في تطبيق السياسات والإجراءات. ويجب أن يظل الوضع كما هو عليه وأن يظل للبنك المركزي اليد العليا.
2. عدم الإقراض المفرط وغير المسؤول، وعدم التهاون في نسبة الاستقطاع
البنوك تريد أن تقرض وتمول بدون توقف والعميل يريد أن يقترض ويستدين بدون تفكير في المستقبل وفي مقدرته على السداد. لذلك يجب أن يتم ذلك بالطريقة العلمية والمالية السليمة والتي تضمن للجميع حقوقه. كما يجب عدم التهاون في نسبة الاستقطاع ورفعها بشكل مبالغ فيه، وأن لا ينقاد المقترض خلف "منزل الأحلام" فالمقترض يعيش على أرض الواقع ولديه التزامات أخرى مثل أقساط السيارة وفواتير الاتصالات ومصاريف المأكل والمشرب وغيرها الكثير.
3. عدم التساهل في الدفعة الأولى.
الدفعة الأولى من أهم ضمانات التمويل العقاري، وهي إثبات مهم لملاءة العميل المالية وجديته للاستمرار في التمويل، وفيها ضمان للبنك وحماية عند تعثر العميل.
4. مشاكل التقييم والتثمين العقاري
البنك حريص جداً بأن لا يقوم بشراء عقار مبالغ في سعره لأنه سوف يتحمل فرق أي خسارة عنده بيعه في حال لم يتمكن العميل من مواصلة السداد. لذلك نجد البنوك حريصة جداً على تقييم العقار بالشكل الصحيح. ولكن ما يزال نظام وطريقة التقييم وإدارتها لا تدار بشكل احترافي في السعودية مما يستوجب تنظيمها بطريقة أكثر رسمية.
5. السجل الائتماني
يجب أن يتم الاستمرار في ربط منح التمويل بالسجل الائتماني للعميل. ولا ينبغي المخاطرة مع عملاء واضح من سجلهم الائتماني التعثر المستمر وعدم القدرة على السداد.
بالتأكيد نظام الرهن العقاري سوف يساهم في زيادة الإقراض، فالبنوك سوف تكون أكثر إقداماً على التمويل لأن وجود نظام وقانون هو الأساس في حماية الحقوق وتقليل المخاطر و نظام الرهن العقاري يعتبر خطوة مهمة في تنظيم المسألة وهو اللبنة الأساسية لحل أزمة الإسكان في السعودية ولكن يجب أن تتبعه خطوات أخرى لا تقل أهمية عن هذا القانون. فالرهن العقاري سوف يزيد من السيولة و سوف يؤهل شريحة أكبر من المواطنين لتملك مسكن. وسوف يوفر سيولة أكبر للمطورين العقاريين لبناء المزيد من الوحدات، ولكن في المقابل لن يحد من إرتفاع الأسعار وربما يزيدها بسبب الارتفاع المتوقع على الطلب.
فمشاكل الارتفاع في أسعار العقار بحاجة لحلول إضافية أخرى مثل: 1. فرض الزكاة على الأراضي البيضاء، 2. تحديد نسبة التملك، 3. الاستمرار في عرض وتأهيل المزيد من المخططات، 4. السماح بأنظمة البناء الحديثة والأقل تكلفة، 5. المزيد من مشاريع الإسكان.
وجود النموذج الأمريكي أمامنا و اكتمال دورته الاقتصادية هو درس مجاني يجب أن تستفيد منه بشكل إيجابي وأن نتعلم منه ونطوره بما يتلاءم مع أنظمتنا، لأن تكرار التجربة بدون تفادي الأغلاط سوف يكون مكلف جداً ولنتذكر أن سوق العقار السعودي ناشئ ولدية العديد من المميزات و لكن يجب أن تستغل بالشكل الصحيح لضمان نجاح المشروع العقاري وتوفير حياة كريمة للمواطن.

بقلم: فارس هاني التركي

رابط المقال في جريدة الاقتصادية: