السبت، 25 يناير 2014

بيع الأحلام



لن أناقش في هذا المقال حقيقة من يبيع لنا الأحلام والوهم ولكن أريد تسليط الضوء على من يبيع أحلامه بنفسه ويتخلى عنها أمام أول عائق يواجهه أو مبلغ ضخم يحصل عليه.
أعتقد في هذه الأيام لن أستطيع إيجاد مثال أفضل من الشاب "إيفان سيجيل" ذو ال 23 عاماً مخترع ومصمم برنامج Snapchat 
البرنامج هو أحد أشهر البرامج على الإطلاق الآن في مواقع التواصل الاجتماعي وأكثرها تحميلاً خاصة بين الفئة العمرية  13-25 عام.

فكرة البرنامج أبسط من البسيطة وهي تبادل الصور بين المشتركين لثواني معينة فقط وتلغى بعد ذلك ولا يسمح بحفظها. طبعاً ذلك آضفى نوعا من الحماس والتركيز الشديد عند استلام الصورة من صديقك حيث أنك تعلم أنك سوف تشاهدها لثوان معدودة ولن تتمكن من مشاهدتها مرة أخرى.

مع نجاح البرنامج والإقبال الشديد عليه قامت شركة فيسبوك في 14-11-2013 بتقديم عرض لشراء Snapchat بمبلغ 3$ مليار دولار، ولكن إيفان رفض العرض وفي اليوم التالي تقدمت شركة جوجل بتقديم عرض أعلى بلغ 4$ مليار دولار وأيضاً عاد إيفان بالرفض!

العرض لشراء البرنامج بهذا المبلغ كان صاعقة ورفض العرض كان صاعقة أكبر، والعديد من الخبراء وغير الخبراء كان يتساءل، ماذا يريد شاب في ال 23 من عمره؟
بالنسبة لي الشاب ببساطة لم يرد أن يبيع حلمه .. أراد أن يعيش الحلم واقعاً يستمتع به .. أراد أن يخوض التجربة بنفسه.

بالتأكيد المخاطرة برفض 4$ مليار قرار جريء جداً خاصة في عالم التقنية المتقلب وسريع التغيير، ولكن إذا باع كل شاب مشروعه الجديد والواعد لإحدى الشركات الكبيرة فسوف تستمر سيطرة هذه الشركات العملاقة للأبد.

أهم درسين تعلمتها من إيفان هي أن النجاح قد يأتي من أبسط الأفكار وأسهلها ولا يشترط لها الذكاء الخارق أو الاختراع العظيم، ففكرة البرنامج كانت في الأصل لمشروع قدمه في أحد المواد التي كان يدرسها بجامعة ستانفورد.
والدرس الثاني هو أن الأحلام يجب أن لا تباع فهي لا تقدر بثمن وخوض التجربة والمحاولة أغلى من مال الدنيا.



بقلمفارس هاني التركي
*كاتب اقتصادي


رابط المقال في صحيفة مكة:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق